الشيخ عائض القرني يزور دار السيد فدعق في لقاء لنشر ثقافة التسامح والتقريب بين المذاهب
أُنشدت فيه أبيات من شعره في مدح النبي
جدة: منال حميدان
في لقاء غير عادي حضر الشيخ عائض القرني يرافقه عدد من العلماء مساء الاثنين الماضي مجلسا دينيا أسبوعيا يعقد في دار الشيخ السيد عبد الله فدعق في جدة أحد علماء المذهب الشافعي البارزين في المنطقة الغربية، في خطوة تعمق اللقاءات الدينية بين العلماء الذين يتبنون نشر ثقافة التسامح والتقريب بين المذاهب الفقهية الإسلامية في السعودية.
واعتبر الشيخ عائض القرني في حديثه بالمجلس أن الوضع الذي يعيشه العالم الإسلامي يستدعي من علماء الدين التلاقي والتعامل بمسؤولية بدلا من الانعزال، وقال: «الحل ليس في التجريح والتشهير والتشاتم لكنه في التحاور والالتقاء والمناصحة، والتشاور حتى نخرج بمجتمع صادق قوي يصمد أمام كل التحديات التي يواجهها».
وأرجع القرني بداية توجه العلماء للتلاقي والتواصل إلى جلسات الحوار الوطني الذي أقامه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، والذي كان الشرارة الأولى لالتقاء العلماء من الطوائف والمذاهب المختلفة في المملكة.
وأضاف «الانفتاح العالمي والهجمات التي حدثت مؤخراً في حق جناب النبي صلى الله عليه وسلم، والإسلام، والكثير من القواسم والجسور ونقاط التواصل التي تقربنا من بعضنا بعضاً تجعلنا متفائلين جداً بخصوص التلاقي بين المذاهب الإسلامية ووحدتها، وهذا ما حاولنا الوصول إليه من خلال أكثر من لقاء جمعنا».
وفي الوقت الذي بدا فيه القرني متفائلاً فيما يختص بتلاقي المذاهب الدينية والتواصل فيما بينها، اعتبر السيد الفدعق بأن أكثر ما يضر هذه القضايا هو التنظير وعدم اتخاذ خطوات عملية.
داعيا علماء الدين من مختلف الطوائف والمهتمين إلى الخروج عن جانب التنظير، وجانب الكلام الذي يسمع في الصحف ووسائل الإعلام المختلفة. وقال «لعل جلستنا العلمية قد بدأت بأخذ خطوات فعلية بهذا الصدد لا سيما في حرصها على الالتقاء بعدد من العلماء أمثال الشيخ سلمان العودة، والشيخ عائض القرني الليلة، وهذا ما نريده، فنحن نريد أن تخرج الدعاوى باجتماع العلماء من الجانب النظري إلى الجانب العملي».
وشدد الفدعق على أن القطيعة الحالية بين المذاهب الدينية سببها ليست رموز هذه المذاهب كما قد يتبادر إلى ذهن البعض، وقال «الحقيقة هي أنه هناك تواصل جيد بين رموز المدارس الدينية ولا سيما المدرسة السلفية والمدرسة الصوفية، ولكن المشكلة كما أرى الآن هي في الأتباع، فأتباع كل مدرسة هم من يريدون التقليد الأعمى، وهذا لن يحل بين يوم وليلة بكل تأكيد، ونريد من الشباب وطلبة العلم استيعاب أهمية الاتصال والتحاور».
وفاجأ السيد فدعق ضيفه الشيخ عائض القرني عندما أنشد هاشم باروم أحد طلاب المجلس الديني بصوت مؤثر مقطوعات شعرية من (قصيدة الميمية) وهي نظم الشيخ القرني في مدح النبي محمد صلى الله عليه وسلم نالت استحسان الحضور، وعندما حان موعد صلاة العشاء رفع الأذان بالطريقة المكية وأصر الشيخ الفدعق على ضيفه أن يؤم الحضور بالصلاة.
وحضر اللقاء بمعية الشيخ عائض القرني كل من الدكتور يحيى بن محمد الهنيدي عضو سابق في هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، والشيخ سعيد بن صالح الغامدي.