أسباب أخرى للفرقة
ومن أسباب الفرقة:
كثرة المساجد
فالذين يبنونها في الظاهر يريدون الخير (ظاهره من قبله الرحمة وباطنه من قبله العذاب) وقد نرى كثيراً من أهل المساجد الذين يبنونها في القرى يتظاهرون للناس بأنهم يريدون عمارة المساجد وتكثيرها ليعبد الله فيها, ولكن الباطن ضغينة وحقد وبغضاء؛ يريدون تفرقة الجماعات أو لأمور مالية أو مادية الله أعلم بها.
إثارة النعرات الجاهلية ووجود الطبقية بين الناس
ومن أسباب الفرقة: إثارة النعرات الجاهلية والتاريخ الأسود, لأن تاريخنا قبل سنوات لم يكن مرضياً, تاريخنا ليس صحيحاً, تاريخنا يحتاج إلى إعادة نظر, بعض الناس يريد أن يكرر الوقعات والقتلات بين القبائل, وماذا فعلت القبيلة بالقبيلة, وفلان قتل فلاناً واعتدى على آل فلان.ومن أسباب الضغينة: تقرير الحدود الإقليمية: والأصل أن ليس بيننا حدود, الناس شركاء في ثلاثة: في الكلأ والماء والنار, أما جعل الحدود بين القبائل فخطأ؛ نحن حدودنا حدود العالم الإسلامي, كانت حدودنا صفاقس وسيبيريا , وكانت حدودنا طاشقند والسند والهند , لأننا أمة واحدة, ولكن أتى بعض الجهلة فجعل بين الناس والقبائل حدوداً, من أين هذه الحدود وكلنا شركاء في الكلأ والماء والنار؟ رايتنا لا إله إلا الله, مسجدنا واحد, ورسولنا واحد, وربنا واحد, وشريعتنا واحدة, وقلوبنا واحدة, نتجه إلى جنة واحدة إن شاء الله.ومما يوجد الضغائن: وجود الطبقية في الناس, فلان حر وفلان عبد وفلان كذا..! وكلنا سواسية, قال تعالى: إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ [الحجرات:13] والله لا أبيض ولا أحمر ولا أسود, لا فضل والله إلا لمن يتقي الله.يقول أبو عبيدة رضي الله عنه: [[والله ما رأيت متقياً لله حراً أو عبداً، أبيضَ أو أسود إلا وددت أني في مسلاخه ]] وقال ابن مسعود : [[يا ليتني كنت رماداً ]] وقالت عائشة : [[يا ليت أمي لم تلدني ]] وقال عمر : [[يا ليتني شجرة تعضد ]] كان عمر وهو أمير المؤمنين يأخذ المكتل ويلتقط فيه نوى التمر ويحمله للفقراء, كان عمر رضي الله عنه وأرضاه, يأخذ الليف فيفتله ويجعله خطماً لإبل الصدقة, كان رضي الله عنه يطلي إبل الصدقة, كان رضي الله عنه يحلب شاته.ويقول المؤرخون: خرج أبو بكر إلى عجوز عمياء في المدينة ومعها أطفال, فحلب شاتها, وصنع الإفطار لها, وكنس بيتها وهي لم تعرفه, فقال عمر : [[يا أمة الله! أعرفت هذا الشيخ؟ قالت: ما عرفته, قال: هذا أبو بكر الصديق أتعب من خلفه من الخلفاء ]].هذه هي حياتنا يوم أن نكون أتقياء بررة, نريد الله والدار الآخرة.
القداسات الجاهلية
ومن أسباب الضغينة: بناء القداسات الجاهلية, فلان أسرته عريقة, ونحن لا نلغي الأنساب ولا نتعدى عليها؛ لكن إذا كانت على حساب الآخرين فنقول كما قال الله: إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ [الحجرات:13] وإلا فالناس معادن خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا.أيها الإخوة الكرام..
انطلاقاً من قوله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ [الحجرات:10] اجتمعنا سائلين الله أن يؤلف بين قلوبنا تحت راية لا إله إلا الله, وتحت عدالة ولاة الأمر في بلادنا الحبيبة, الذين نسأل الله لهم صباحاً ومساء التأييد والنصرة والهداية, ونسأل الله عز وجل أن يوفقهم لما فيه صلاح العباد والبلاد, وأن يأخذ بأيديهم لما يحبه ويرضاه, وأن يرزقهم البطانة الصالحة, وأن يهدي قلوبنا إلى طاعته, وأن يبعد عنا كل ما يشوبنا من سوء أو معصية أو فتنة.رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِياً يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ [آل عمران:193].