[size=24قصة واقعية يحدثها الشيخ محمد العريفي حفظه الله عن زوج ماذا فعل بزوجته
بسم الله الرحمن الرحيم
يقول فضلية الشيخ الدكتور/ محمد بن عبدالرحمن العريفي حفظه الله في إحدى المحاضرات، كنت في زيارة لإحدى السجون، وبعد أن ألقيت محاضرة طُلب مني أن أزور بعض السجناء ممن هم في الجناح الإنفرادي لكي أُلقي عليهم كلمة أو أُجيب على أسئلتهم، وبعد أن مررت عليهم إذ بشاب لم يتجاوز عمره 23 سنة أو 25 سنة كان جالساً هادئاً في زنزانته، مررت به وسلمت عليه، وكان هادئاً لطيفاً، ثم تجاوزته؛ فسألت صاحبي ماقضيته؟ فقال : هذا الشاب ياشيخ قضيته قتل لزوجته!!! قلت مالسبب؟ قال : تصدق ياشيخ لم يمض على زواجها إلا قرابة ثلاثة أشهر وقتلها؟ فقلت كيف قتلها! هل وجدها على فعل مُعيّن؟ أو محرّم، أو فاحشة، أو وجدها مع رجل، مع إنه لايجوز أن يعاملها بالقتل في مثل هذه المواقف، قد يثور الإنسان في مثل هذه المواقف فيضربها بشيء فتموت بسببها، فقال : لا ذبحها بالسكين. إنا لله وإنا إليه راجعون كيف!!! قال هذا تزوج، وسكن مع زوجته على أحسن حال، حقد عليه مجموعة من الناس ربما بينهم مشاكل قال له أحدهم : هل اشتريت سيارة خضراء بدل سيارتك؟ قال له : سيارتي السوداء لم أغيّرها، قال : والله ما أدري! قال : أمس الضحى وأنت بالعمل رأيت سيارة خضراء واقفة عند الباب، وخرجت امرأة من بيتك، وركبت معه، وبعد ساعتين رَجَعت إلى البيت، هل عندك أحد في البيت؟ قال : ماعندي غير زوجتي، قال : إن شاء الله ماتكون زوجتك؟ فسأل زوجته فيه أحد جاء، فيه أحد ذهب قالت لا؟ وبعد يومين ثلاثة أقبل إليه رجل آخر، قال له : هل غيّرت سيارتك؟ هل اشتريت سيارة بيضاء؟ قال : لا سيارتي تحت واقفة، قال : والله ما أدري!! أنا أيضاً أمس العصر يبدو إنك لم تكن بالبيت فيه سيارة بيضاء وقفت عند الباب، وأقبلت امرأة، وركبت معها، وذهبت، جعل الرجل ينتفض وأقبلوا عليه بيوم ثالث ورابع وأخذوا يرددون ويزيدون بالكلام فلا زالوا به حتى تخاصم مع زوجته وأكثر عليها الكلام فقالت له : كيف تتهمني في عرضي؟ قال نعم أتهمك اعترفي، كثر الكلام، فذهبت إلى بيت أهلها، لبثت عند أهلها أياماً، فلم يرضهم ذلك، أقبلوا إليه فقالوا له : ترى السيارات نفسها تقف الآن عند بيت أهلها، بكرة البنت تحمل وبعدين تقول هذا ولدك، أنت لست رجلاً أنت ماعندك مروؤة، أنت تلعب بعقلك الفتاة، والله لو إنك رجل لو إنك.... فلم يزالوا يعينون الشيطان عليه بالوساوس حتى تغلب عليه الشيطان، وفي ليلة من الليالي خرج من بيته،ومضى إلى بيت أهلها، قفز من فوق السور ودخل إلى البيت، والكل نائم، مضى إلى المطبخ، وأخذ سكيناً، ثم مضى إلى غرفتها ودخلها بهدوء، وإذا الفتاة نائمة في أمان الله، قد نامت على بطنها في أمان الله على فراشها، فأقبل من خلف رقبتها، وأبعد شعرها قليلاً، وذبحها حتى قطع أوداجها، انتفضت قليلاً فماتت، مسح السكين في ثيابها وتركها، وذهب إلى الشرطة وقال : أنا قتلت فلانة، أدري أني سأتعب لو هربت وسوف أُلاحق في كل مكان من الآن، أنا قتلتها، لكن بردت مافي قلبي وحُكم عليه بالقصاص. النفس بالنفس يقول فضيلته عن هذا الشاب لو ترونه من أحسن الشباب خلقة وأقواهم بدناً، لكن من كثرة ماوقع من ألسنة أولئك الظلمة الفجرة انظروا كيف تحولت الأمور قد هتكت فيها أعراض وهدمت بها بيوت بسبب مايخرج من هذا اللسان.
(يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا، إن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين.) صدق الله العظيم.
هذا غيض من فيض.. نعم هذا ما يحدث في كثيرٌ من البيوت الآمنة، يتسلل الشيطان إليها ليهدمها حتى تفتقد إلى الاستقرار.
نعم أخي الزوج.. أختي الزوجة ماذنب تلك الفتاة التي ذهبت وأزهقت روحها دون مبرر بسبب كلام زينه الشيطان بألسنة ناس لا يخافون الله، وما ذنب هذا الشاب الذي طالما حلم ببناء منزل وتكوين أسرة؟؟
للأسف الشديد أصبح اللسان اليوم وسيلة هدم لا وسيلة إصلاح، كثيراً من الزوجات تشتكي اليوم من أصدقاء السوء الذين بالدرجة الأولى هدفهم هدم البناء.. كثيراً من الأزواج هداهم الله عندما يجتمعون في مكان ما كإستراحة أو غيرها يبدأ الواحد منهم تلو الآخر بنشر الغسيل والتشكي...إلخ.
يقول تعالى: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ * وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسَادَ [البقرة:204-205].
أنا هنا لا أُعمم لكن أقول هناك ممّن يتشكون من زوجاتهم لاتفه الأشياء ويبدأ هؤلاء الأصدقاء بإبداء الرأي، منهم من يسدي النصيحة ومنهم من يكبر الأمور ويدخل الأفكار السيئة إلى هذا الزوج، ويعود إلى بيته بعد أن عبء رأسه ليفرغه بتلك الإنسانة التي تنتظره على أحر من الجمر، وتبدأ المشاكل وينهدم البناء، شيء محزن أن تسير الحياة الزوجية على هذا النمط، فالزوج يتشكى والزوجة كذلك تتشكى ويصبح كل واحد منهم يبحث عن مخرج لهذه الحياة والهروب منها بأي طريقة.
نعم نحن ندرك بأن هناك من يصطاد بالماء العكر هدفه الأول هدف الشيطان ألا وهو التفريق بين الزوجين فيبدأون باختلاق القصص والروايات والشائعات وإرسال الرسائل عبر الجوال أو غيره، حتى تصل الأمور إلى مالا تحمد عقباه كقصة هذا الشاب مع زوجته رحمها الله وأسكنها فسيح جناته.
لذا يجب علينا أن نحافظ على هذه المملكة ونصونها من كل عابث يحاول المساس بها، وأن لا نتسرع بالتسليم في كل ما يُقال عن أزواجنا أو زوجاتنا أو حتى كل من لنا قرابة بهم ونتبين من كل صغيرة وكبيرة كما اخبرنا رب العزة والجلال، فالظلم ظلمات حرمه رب العزة والجلال من فوق سبع سموات، والله سبحانه وتعالى يمهل ولا يهمل، علينا أن نحكّم عقولنا قبل مشاعرنا وعواطفنا؛ فالرسول صلى الله عليه وسلم لم يسلم اُتهم بعرضه بحادثة الإفك وضاق صدره لما آل إليه حال بيته وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكيف نحن؟ لذا يجب علينا أن نبعد عن حياتنا عنصر الشك ونقمعه باليقين، ونبعد عن حياتنا القال والقيل ونحفظ اللسان عن أمور نحن في غنى عنها حتى نعيش حياتنا باستقرار.
كان معاذ رضي الله عنه يتعجب " أو مؤاخذون على ما نقول يا رسول الله" أو مؤاخذون على ما تنطق به ألسنتنا هكذا معنى كلام معاذ هل يؤاخذنا رب العباد سبحانه بما نتكلم به إن خيرا فخير وإن شرا فشر. يقول له الحبيب صلى الله عليه وسلم لمعاذ ولنا " ثكلتك أمك يا معاذ وهل يُكب الناس على وجوههم أو على مناخرهم في النار إلا حصائد ألسنتهم ".
ويقول أيضاً صلى الله عليه وسلم : (إن من الناس مفاتيح للخير مغاليق للشر، وإن من الناس ناساً مفاتيح للشر مغاليق للخير، فطوبى لمن جعل الله مفاتيح الخير على يديه، وويل لمن جعل الله مفاتيح الشر على يديه) حديث حسن. كنْ مؤثراً أو كوني مؤثرة لا متأثراً أو متأثرة كما قال رب العزة والجلال (أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن). علينا أن نتذكر حديث ابن مسعود رضي الله عنه : أنه كان يقف على الصفا وهو يعتمر ويقول : (يالسان قل خيراً تغنم وأسكت عن شر تسلم من قبل أن تندم). والله لو وضع كل واحد منا هذه الحكمة أمامه يطالعها كل صباح ومساء لاستقام حاله، وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه رأى في رحلة المعراج أن ثوراً كبيراً يخرج من ثقب إبرة ثم يريد أن يعود فلا يستطيع فتعجب وسأل ياجبريل : ما هذا؟ قال : هذا الرجل من أمتك يتكلم بالكلمة، ثم يريد أن يعيدها أو يسترجعها فلا يستطيع. علينا أن نتذكر قول الله سبحانه وتعالى (مايلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد).
أسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يهب لنا من أزواجنا وذرياتنا ووالدينا قرة أعين في الدنيا والآخرة، وأن يصلح ذات بيننا، وأن يؤلف بين قلوبنا، ويهدينا ويوفقنا وإياهم لطاعتك وطاعة رسولك صلى الله عليه وسلم مع عفو وعافية لنا ولهم، واكفنا وإياهم شر كل من فيه شر، وأعذنا من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ومن الهوى والشيطان الرجيم وشره وشِرْكِهِ وشَركَهِ وصوته ورَجْله وخيله، ومن شياطين الإنس والجن، إنك على كل شيء قدير وبالإجابة جدير.. وتقبلوا خالص تحياتي وتقديري.،،،
المصدر: منتديات حسناء الفارس][/size]